النفس التي انكرت العالم وثبتت شوقها نحو الرب وحده، بتفتيش كثير وآلام وصراع النفس، وتداوم على انتظار الرب انتظاراً غير منقطع بالرجاء والايمان، والتي قد نالت تلك النار السماوية، نار اللاهوت، ونار محبة الروح،
فهذه النفس تنفك حينئذ بالحقيقة من كل محبة العالم وتنطلق حرة من كل فساد الأهواء وتطرح كل شيء من نفسها وتتغير من عادتها الطبيعية وصلابة الخطية، وتعتبر كل الاشياء بلا قيمة بالمقارنة مع العريس السماوي الذي قبلته، مستريحة في حبه الشديد الذي يفوق الوصف.
+ عن كتاب عظات القديس مقاريوس الكبير - العظة الرابعة - ترجمة الدكتور نصحى عبد الشهيد - المركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية