اننا نخرج من الظلمة الى النور , ومن العدم الى الوجود الحى الكامل الخالد فى ولادات ثلاث : الولادة الجسدية وولادة المعمودية , وولادة القيامة .
الاولى من هذه الولادات هى بنت الشهوة والليل والعبودية .
والثانية هى ولادة هذا النهار,الولادة الحرة الذاهبة بالشهوات لانها ختانة تقطع بها غرلة الطبيعة البشرية كلها وتعيدنا الى الحياة الفضلى السامية
اما الثالثة فهى قيامة رهيبة , بنت لحظة , لانها تجمع فى طرفة عين كل الخلائق امام خالقها لكى تؤدى حسابا عن حياة عبوديتها وتصرفها اذا كانت كل العمر تابعة وعبدة لشهوات الجسد او اذا كانت قد ارتفعت مع الروح وقبلت باحترام عطية اعادة الولادة .
وقد ظهر مسيحنا على الارض ليكرم هذه الولادات جميعا بوجوده .
اما الاولى فبنفخة الحياة الاولية التى اعطاها للانسان
واما الثانية فبتجسده وبمعموديته التى اتخذها
واما الثالثة فبقيامته التى صنع بها الوجود الجديد .
+ القديس غريغوريوس النزينزى اللاهوتى - عن كتاب مختارات من القديس غريغوريوس اللاهوتى - تعريب الاسقف اسطفانوس حداد - منشورات النور - 1994