العلامة ترتليان

حياته
نعرف القليل عن حياة هذا الكاتب العظيم.
 لقد وُلِدَ من أبوين وثنيين، درسَّ وبدأ نشاطه في قرطاج التي تقع شمال إفريقيا، حيث كانت المسيحية في إزدهار، وكذلك اللغة اللاتينية الكنسية وُجدِت هناك في إزدهار عظيم أكثر من روما. تربيته كانت تربية يونانية ولاتينية، ولكن ما كتبه باللغة اليونانية فُقِدَ. 

الرب محب جداً للإنسان

أن الرب محب جداً للإنسان وبرحمته يبقى في انتظار أن نتحول تحولاً كاملاً إليه ونتحرر من كل الاشياء المضادة.
وبالرغم من اننا في جهلنا العظيم، وحماقتنا وميلنا إلى الشر، تبتعد عن الحياة ونضع عوائق كثيرة في طريقنا، غير راغبين أن نتوب حقيقة، لكنه هو مع ذلك مملوء بالحب والشفقة علينا، ويطيل أناته إلى أن نتوب ونأتي اليه، ونستنير في انساننا الباطن لكي لا تخزى وجوهنا في يوم الدينونة

+ عن كتاب عظات القديس مقاريوس الكبير - العظة الرابعة - ترجمة الدكتور نصحى عبد الشهيد - المركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية

النفس التى انكرت العالم

النفس التي انكرت العالم وثبتت شوقها نحو الرب وحده، بتفتيش كثير وآلام وصراع النفس، وتداوم على انتظار الرب انتظاراً غير منقطع بالرجاء والايمان، والتي قد نالت تلك النار السماوية، نار اللاهوت، ونار محبة الروح،
 فهذه النفس تنفك حينئذ بالحقيقة من كل محبة العالم وتنطلق حرة من كل فساد الأهواء وتطرح كل شيء من نفسها وتتغير من عادتها الطبيعية وصلابة الخطية، وتعتبر كل الاشياء بلا قيمة بالمقارنة مع العريس السماوي الذي قبلته، مستريحة في حبه الشديد الذي يفوق الوصف.

+ عن كتاب عظات القديس مقاريوس الكبير - العظة الرابعة - ترجمة الدكتور نصحى عبد الشهيد - المركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية

النفوس التي تطلب تقديس الروح

النفوس التي تطلب تقديس الروح الذي هو من خارج طبيعتها، تعلق حبها كله بالرب وتسير فيه، وفي الرب تصلي، وبه تنشغل افكارها، تاركين كل ما هو سواه، ولهذا السبب يحسبون اهلاً لنوال زيت النعمة السماوية، وينجحون في عبور هذه الحياة بلا سقوط مقدمين ارضاء واشباعاً كاملاً للعريس السماوي،
 واما النفوس التي تكتفي بما لطبيعتها الخاصة فقط فانها تهبط بفكرها على الأرض، وتنشغل افكارها على الأرض، ويكون عقلها كله في الأرض.
وهي تظن في ذاتها انها تختص بالعريس وتتزين بفرائض الجسد، ولكنها غير مولودة من الروح القدس من فوق ولم تنل زيت البهجة

+ القديس مقاريوس الكبير 
عن كتاب عظات القديس مقاريوس الكبير - العظة الرابعة  - ترجمة الدكتور نصحى عبد الشهيد - المركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية

حينما يسقط الإنسان تحت سلطة ظلام ليل الشيطان

حينما يسقط الإنسان تحت سلطة ظلام ليل الشيطان، ويصير في الليل والظلمة، فانه يتكدر بواسطة ذلك الريح المرعب ريح الخطيئة الذي يهب (عليه) فيهزه ويقلبه ويفتش أعماق طبيعته كلها: نفسه وأفكاره، وعقله، ويهز أيضاً كل أعضاء جسده، ولا ينجو عضو سواء من أعضاء النفس أو أعضاء الجسد ويبقى بمأمن من الخطية الساكنة فينا. 
وبالمثل فهناك نهار النور والريح الالهي، ريح الروح القدس، الذي يهب وينعش النفوس التي تكون في نهار النور الالهي.
 والروح القدس ينفذ في جوهر النفس كلها وفي أفكارها وكل كيانها، وكذلك ينعش ويريح كل أعضاء الجسد براحة الهية تفوق الوصف

+ القديس مكاريوس الكبير 
العظة الثانية  - عن كتاب عظات القديس مكاريوس الكبير - ترجمة الدكتور نصحى عبد الشهيد - المركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية 


إن كنت قد صرت عرشاً لله

فإن كنت قد صرت عرشاً لله، وجلس فوقك الراكب السماوي، ونفسك كلها قد صارت عيناً روحانية، وصارت نفسك كلها نوراً، واذا كنت قد تغذيت بذلك الغذاء، غذاء الروح القدس، وان كنت قد سقيت من ماء الحياة،
وان كنت قد لبست ملابس النور الذي لا يوصف، وثبت انسانك الداخلي في اختبار هذه الأمور بملء الثقة واليقين، فانك بذلك تكون حياً، انك تحيا الحياة الأبدية بالحقيقة،
 وان نفسك هي في الراحة مع الرب منذ الآن فصاعداً. انظر فها أنت قد قبلت هذه الأشياء من الرب وامتلكتها بالحق، لكيما تحيا الحياة الحقيقية.
 ولكن اذا وعيت نفسك ووجدت انه ليس عندك شيء من هذه الأشياء  فحينئذ يلزم أن تبكي وتنوح وتحزن لأنك حتى الآن لم تجد الغنى السماوي الأبدي.

+ القديس مكاريوس الكبير 
العظة الاولى - عن كتاب عظات القديس مكاريوس الكبير - ترجمة الدكتور نصحى عبد الشهيد - المركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية 

كل ما ياتى من الله نور

كل ما ياتى من الله هو نور 
ويوزع علينا كأت من النور . نور هى الحياة . نور هو عدم الموت . نور هى عين الحياة . نور هى عين الحياة . نور هو الماء الحى , المحبة , السلام , الحق , باب الملكوت السماوى , نور هو ملكوت السماوات نفسه . نور هى حجرة العرس , سرير العرس , متعة الفردوس , ارض الودعاء , تيجان الحياة , نور هى ثياب القديسين نفسها .

القديس سمعان اللاهوتى الحديث 

+ المرجع كتاب الرؤية الارثوذوكسية للانسان ( الانثروبولوجيا الصوفية ) للدكتور عدنان طرابلسى ص 287