صار ابن الله انسانا حتى يظهر لنا الى اى علو يريد ان يرفعنا . صارع الانحدار حتى لا نتكبر . صار مثنى (1) حتى يتجاوب كوسيط مع كل ناحية من نواحى الانسان , فيحل رباط الخطايا وينقى الفساد الحاصل من خطيئة الجسد , ويظهر محبة الله لنا وعمق الشرور التى سقطنا بها ,
صار ابن الله انسانا ليكون لنا مثالا للتواضع ,ودواءً شافيا من الكبرياء وليظهر صلاح طبيعتنا المخلوقة من الله .
صار انسانا ليكون توكيدا ورئيسا للقيامة والحياة الازلية حالاً للياس . وبصيرورته انسانا وقبوله للموت جعلنا نحن البشر ابناء لله وشركاء فى الخلود الالهى . واظهر ان طبيعة الانسان خلافاً لكل المخلوقات خلقت على صورة الله . بهذا القدر يقترب الانسان من الله .....
ويتكرم هذا الجسد المائت فلا تصبح الارواح المتكبرة افضل من الانسان , ولا يؤلهها الانسان بسبب لا جسديتها وخلودها السطحى .
القديس غريغوريوس بالاماس - عن كتاب الصورة الالهية فى الانسان لدى القديس غريغوريوس بالاماس
-------------------------------------
(1) اى صار ذو طبيعتين : الهية وانسانية